************
رغم الانتشار السريع للتكنولوجيا الرقمية واقتحامها مختلف مجالات الحياة، إلا أن الآراء لم تتفق كلها على معنى واحد... اتضح هذا من خلال الاستطلاع الميداني الذي أجرته جريدة «الشعب»...
ومن خلال الدردشة التي قمنا بها مع عيّنة من الناس لم نجد تعريفا موحدا لهذه التقنية.
من هذا المنطلق، أكّد ''جمال العالمية'' خبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال أنّ الدولة تسير نحو المدرسة الرقمية. خاصة وأن هناك مؤشر يمكن من خلاله ضبط الاعتراف بوجود ثقافة رقمية من عدمها في أي مجتمع من المجتمعات، ويكمن في توفير الإمكانيات التي تُشكل البنية التحتية لهذه التقنية.
ويضيف ''العالمية'': ''نريد أن تحمل مختلف الشرائح في الجزائر فكرة ولو بسيطة على الثقافة والمعرفة الرقمية، بعد ٥٠ سنة من التعليم الكلاسيكي، وهو ما يتطلب تكوينا خاصا وبرامج رقمية لكل المواد بعيدا عن طرق وأساليب التعليم التقليدي، وخاصة القدرة على استخدام وفهم وتفسير الاتصالات الرقمية''.
يرى المتحدث أنّ الثقافة الرقمية شيء يستلزم تدريسه للأطفال في المدارس، وفق عديد الكيفيات التي يمكن بها تناول الموضوع، و فيه أنواع كثيرة لاستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لوثبة نوعية في التعليم الرقمي، على غرار التعليم عن بعد عبر الانترنيت.
وعن حالات الاستخدام للتكنولوجيا الافتراضية، أجاب ''جمال'' أنّ المجتمع الجزائري سجّل محاولات في مجالات عديدة، في إشارة منه إلى المكتبات والصحافة الرقمية
ووسائل المعرفة، وخاصة في المجال السيكولوجي الاجتماعي، حيث تعيش الجزائر مظاهر التغيير من خلال الهاتف الجوال، شبكة الأنترنيت وآليات تقنية أخرى وخاصة فئة الشباب.
ويضيف قائلا: ''من الضروري تحيين التكوين والتأطير، لتغيير صيغة التحصيل العلمي وتلقين برنامج الدولة بوسيلة عصرية تواكب ما يصطلح عليه بعالم الشباب الرقمي، انطلاقا من الأسرة إلى الجامعة مرورا بالمدرسة الابتدائية.
وأكّد أنّ الرغبة السياسية القوية، لفتح مؤسسات تربوية رقمية نموذجية في الدخول المدرسي المقبل، لا تكفي وحدها، إذ لابد حسبه من جهد ومتابعة، مثمّناً في سياق متصل التعاون الوثيق بين وزارتي التربية الوطنية والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وغيرها من مؤسسات الدولة المكلفة بالمساهمة في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط الوطنية، التي تكفل في المستقبل تحقيق الأهداف الطموحة نحو المجتمع المعلوماتي المنتج لاقتصاد المعرفة .
وأنهى حديثه قائلا: ''ويبقى هذا الحلم ممكنا عندما يتم رقمنة جميع المؤسسات التربوية والمنازل والمحيط كله، في ظل التطور السريع الذي تشهده الساحة، ونرى اليوم المتعلّم يحمل على ظهره محفظة أكبر من وزنه ونادت الكثير من الأصوات بوضع حد لهذه المعاناة.
ويمكن للتلميذ اليوم أن يستبدلها بما يسمى اليوم على مستوى العالم بالمحفظة أو اللوحة الرقمية، وتحتوي الواحدة منها على جميع الكتب المدرسية الإلكترونية، ويكتفي المتمدرس في هذه الحالة بأداة تحميل تخفف عنه أعباء الحمل الثقيل.
مدرسة الحياة الخاصة بالباهية تخوض غمار التجربة
حاورت ''الشعب'' ''قريني محمد''، أستاذ في علم النفس البيداغوجي، موظّف بمدرسة الحياة الخاصة الواقع مقرها بقمبيطة في وهران.
وكشف ''قريني'' في لقائه مع الشعب عن مشروع لاستعمال الكتاب الرقمي خلال الدخول المدرسي المقبل، حيث تسعى المؤسسة لاقتناء المعدات وتكوين الإطار في هذا المجال من خلال استعمال هذه الوسيلة التقنية بقسم واحد كنموذج لمعرفة مدى فعالياتها.
وفي موضوع متصل، صنّف ''قريني'' المدارس الخاصة ضمن أحد أهم دعائم القطاع، لما تقدمه من خدمات لفئة معينة من الأسر الميسورة، مؤكدا أنّ المؤسسة تسعى وفق طاقم تأطيري مختار بدقة لإنجاح البرامج الوطنية الجزائرية، التي تلقّن حسب ما ورد عنه من الساعة الثامنة إلى الساعة الرابعة لنحو ٢٨٠ تلميذا وتلميذة في الأطوار الثالث من الابتدائي إلى الثانوي مرورا بالمتوسط.
وكشفت ''قريني'' عن فتح فرع خاص بالأقسام التحضيرية تابعة للمؤسسة الأم ٢٠١٣ ــ ٢٠١٤ بعد سنتين من النشاط.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المدارس الخاصة تحتفظ بحقها في تحديد الطلبة الذين يلتحقون بها، ويتم تمويلهم كليا أو جزئيا عن طريق فرض رسوم التعليم على الطلبة.
الطلبــــــــــــــة يقبلــــــــون علــــــــــى
المدرســــــــــــــــة الرقميـــــــــــة
وكانت وهران قد احتضنت خلال الفترة الممتدة من ١٣ إلى ١٥ من شهر ماي الجاري فعاليات الطبعة الـ ١٤ للصالون الدولي لتكنولوجيات المستقبل ''سيفتاك''، تحت شعار من ''أجل مستقبل رقمي مشترك'' بمشاركة هيئات وطنية وأجنبية مختصة في مجال تكنولوجيات الاتصال.
وتميّزت طبعة ''سيفتاك'' بتخصيص جناح القسم الرقمي ومسابقة أحسن لوحة في إطار التعليم الافتراضي، وأيام دراسية حول التقنيات الحديثة لتكنولوجيات الاعلام
والاتصال، استراتيجية رقمنة المدرسة، وكذا فوائد الهاتف النقال في التعليم عن بعد وأرضية التعليم عن بعد واللوحات الالكترونية، ومواضيع أخرى ذات صلة.
وأبدى الطلبة الذين كانوا يشكّلون غالبية الزوار، اهتماما بالغا بجناح المدرسة الرقمية التي برمجت على مدار أيام الدورة، ١٤ دروسا نموذجية في مواد الكيمياء والعلوم لفائدة الطور الثانوي، ودروسا في الإنجليزية والجغرافية لفائدة الطور الثاني
****************