حرمت وزارة التربية نجباء البكالوريا خارج قائمة الـستين متفوقا من رحلة إلى ماليزيا بعدما قررها الوزير شخصيا ليستفيد منها 40 متفوقا انحصرت معدلاتهم في 17 من عشرين. ويعود سبب إلغاء الرحلة إلى عاملين: الأول أن مسؤولا أقنع الوزير بأنّ تكريم النجباء برحلة إلى ماليزيا يعتبر ”تبذيرا”، بينما العامل الثاني وكالة سياحية تحايلت على الوزارة
ورفضت تغيير الوجهة من ماليزيا إلى تركيا ما أوقع الوصاية في ورطة.
عادت ”الخبر” إلى حيثيات إلغاء الرحلة التي كانت مبرمجة إلى ماليزيا لفائدة قائمة تتكوّن من 40 متفوقا في شهادة البكالوريا كان وزير القطاع عبد اللطيف بابا احمد قد أضافها إلى الـ60 اسما للمتفوقين، تحوز ”الخبر” على أسمائهم ومعدلاتهم، أضيف إليها هذه السنة قائمة أخرى تحتوي الـ10 الأوائل للناجحين في شهادة نهاية التعليم الابتدائي وشهادة التعليم المتوسط، و8 أساتذة من الطورين المتوسط والثانوي ومديري التربية الذين حققوا نتائج إيجابية في الامتحانات الثلاثة.
لكن فرحة هؤلاء المتفوقين لم تكتمل وألغيت رحلة ماليزيا وأبقى وزير القطاع على رحلة تركيا التي استفاد منها 60 متفوقا تراوحت معدلاتهم من 18.45 للتلميذة بوقسري عفاف فاطمة الزهراء من ولاية معسكر، إلى معدل 17.35 للتلميذ متيوي بشير ياسين من ولاية تلمسان. ويعود سبب الإلغاء إلى عاملين: الأول أن مسؤولا في وزارة التربية مقربا من الوزير أقنعه بإلغائها و«حرق آمال النجباء” بحجّة التبذير لأنّ تكلفة الرحلة ”باهظة جدّا”، خصوصا مع عزم إطارات في الوزارة على مزاحمة التلاميذ.
أمّا العامل الثاني وهو ”عذر ضعيف” حسب مصدر ”الخبر”، أن وزارة التربية طلبت من وكالتين سياحيتين تنظيم رحلتي تركيا للـستين الأوائل في شهادة البكالوريا، ونحو ماليزيا لـلأربعين الآخرين والعشرين متفوقا من الابتدائي والمتوسط وأساتذة ومديري تربية ممن حققّوا النتائج الجيّدة، وبعد أن أنهيت إجراءات السفر في إطار صفقة عمومية، تقرر إلغاء رحلة ماليزيا وتحويلها نحو تركيا، غير أن الوكالة السياحية رفضت تغيير الوجهة، وهنا وجدت الوزارة نفسها في ورطة لأنّ التعاقد مع وكالة أخرى يعني الاحتكام مجدّدا لقانون الصفقات العمومية وهو الإجراء الذي يستغرق على الأقل شهرين.
وقد ظهرت حكاية جديدة بعدما نشر كاتب عمود ”نقطة نظام” سعد بوعقبة عن حرمان تلميذة تحصلت على معدل 17.20 في شهادة البكالوريا منذ يومين، وردت في تعليق عن موضوعه بموقع ”الخبر” الالكتروني، يقول فيه كاتبه ”الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كرم سنة 2008 وككل سنة، المتفوقين في شهادة البكالوريا وكانت من بينهم صاحبة أكبر معدل على المستوى الوطني آنذاك بلغ 18.30 سجلته بولاية جيجل وهي الطالبة ”أسماء لاج”، وقد أعطى الرئيس أوامر في حضورهم (أي المتفوقين) بأن يحصل العشر الأوائل على شقق في مقر ولاياتهم، أتعرف ماذا حصل بعدها يا عمي سعد، سأرأف بك ولن أكمل لك القصة ولا أنصحك بأن تتتبع أخبارها لأنك ستضطر لبيع بيتك وتهديه للفتاة”. قضية للمتابعة.