**************
"...محمد بوضياف زعيم هندي.. ديغول هو رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، رابح بيطاط أحد قادة الربيع العربي.. ندعو بالشفاء لرئيس الجمهورية... الحالة ما هيش مليحا... نحط راسي في الراية"... هي عبارات ومكبوتات وقعها تلاميذ البكالوريا على صفحات الإجابة، وكلمات بذيئة أخرى احتراما لقرائنا نخجل من سردها.
وفضحت عمليات تصحيح أوراق أجوبة البكالوريا مكبوتات المترشحين، وأزعجت كتابتهم وخروجهم عن نص الإجابة، الأساتذة المصححين، حيث امتد الأمر إلى إفراغ التلميذ لمكبوتات غير أخلاقية، ومنحطة تشبه لحد بعيد الكتابات الحائطية لمراهقين .
ولم تعد الظاهرة تعني ورقة إجابة واحدة، قد تكون ضمن مائة ورقة تعطى للأستاذ المصحح، فحسب أساتذة صححوا أجوبة بكالوريا 2013، فإنه من بين 15 ورقة مصححة يخرج نحو 5 تلاميذ عن نص الإجابة، مطلقين العنان لكل ما يجول بخاطرهم .
إجابات التاريخ والجغرافيا والفلسفة الأكثر تهكّما
قال الأساتذة المصححون لمختلف مواد امتحانات البكالوريا، أن خروج التلاميذ عن النص أصبح ظاهرة وكثرت بحدة في بكالوريا هذه الدورة، فلم نعد نصحح فقط الإجابات الخارجة عن نص السؤال، بل نقف أحيانا حائرين أمام إجابات منحطّة وفيها قلّة أدب واحترام.
ويقول الأستاذ بورحلة، وهو أستاذ في مادة التاريخ والجغرافيا بثانوية ابن الهيثم، في تصريح لـ"الشروق": "لقد تألمت كثيرا وأنا أقرأ إجابات خارج النص، واحترت في كيفية التعامل معها، سيما تلك الإجابات غير الأخلاقية، وأنا شخصيا منحت علامة الصفر لكل إجابات من هذا النوع".
وقال الأستاذ بورحلة، أنهم يأملون من وزارة التربية الوطنية، أن تفتح وتعيد النظر في معادلة تصحيح أوراق الإجابة فلا يكفي أن نمنح نقطة الصفر، فلا بد أن يمنح أيضا الاقصاء حتى يعرف التلميذ أن سبب إقصائه هو تهكمه الساخر وقلّة أدبه للأستاذ المصحح ومصداقية البكالوريا.
وتقول أستاذة مادة الفلسفة "حورية.م" أن الظاهرة في هذه الدورة فاقت كل الحدود، فلم نعد نعثر على أوراق بيضاء وفقط، بل أصبح التلميذ يتجه إلى تدوين مكبوتاته وكتابة أغاني رياضية وغرامية، مؤكدة أنها وقفت على إجابات ساخرة وأخرى فلسفية اضطرت في إحداها إلى منح نقطتين بالرغم من خروج التلميذ عن نص الإشكالية، فيما منح الأستاذ المصحح الثاني علامة واحدة فقط؟، مبررة منحه نقطتين بكون الطالب لم يقل أدبه بل حاول تحديد إشكالية من وحي خياله والإجابة عليها.
وفي مادة الرياضيات قال أحد الأساتذة أن مثل هذا النوع من الاجابات التهكمية ينتشر خاصة في أوارق أجوبة التلاميذ المترشحين الأحرار، حيث عادة ما يتم إلغاء كم هائل من الاجابات بسبب تدوين هذه الأمور غير الأخلاقية، مشيرا إلى أنه بصفة عامة تقل الاجابات التهكمية في المواد العلمية على غرار الرياضيات التي يحاول الطالب تقديم إجابات ولو كانت خاطئة.
*************************